يعتبر برنامج الدعم الذاتي أكثر طرق علاج إدمان المخدرات والكحول انتشاراً في العالم، وتقوم فلسفة البرنامج على أن مدمني المخدرات ليسوا أناساً عاديين من حيث تقبلهم وتعاطيهم للمخدرات، فعندما يبدأ أحدهم تعاطي المخدرات أو الكحول فإن ذلك يرسل إشارة إلى خلايا الجسم التي تصبح متعطشة للمخدر، ويعرف ذلك في مصطلحات برنامج الدعم الذاتي بالخلايا المتعطشة، كما أن من فلسفة برنامج الدعم الذاتي أن مريض الإدمان لا يعرف له علة، ولا أنه يؤثر على عقله وجسمه ودينه وحياته الاجتماعية، ويتصرف استناداً إلى هذه الفلسفة بفقدانه السيطرة على المخدرات والتحكم فيها، لذا فإن الطاريق الوحيد للمدمن هو تجنب المخدرات وكل ما يؤثر على العقل.
ويقوم برنامج الدعم الذاتي على الخطوات الاثنتي عشرة في تقديم خدماته للأعضاء الذين ينضمون إليه، فالهدف الرئيس للبرنامج هو نقل رسالة التعافي إلى المدمنين الذين لا يزالون يعانون من الإدمان، ولذلك فإن المشاركة الفعالة في اجتماعات الدعم الذاتي تعد جزءاً حيوياّ في استمرار التعافي.. إن الذين يواصلون البرنامج عادة يبقون متعافين ومستمتعين بحياتهم، أما الذين لا يحضرون الاجتماعات فهم غالباً ما ينتكسون بعد فترة قصيرة من التعافي، ولذلك فإن الحضور المنتظم للاجتماعات ضروري.
برنامج الدعم الذاتي في المملكة العربية السعودية
بدأ برنامج الدعم الذاتي أول نشاطاته الرسمية في المملكة العربية السعودية في عام 1413هـ، وذلك في مستشفى الأمل بالرياض والدمام، وكان الهدف من وراء ذلك إيجاد برنامج يساعد مدمني المخدرات الذين تلقوا علاجهم في المستشفى على التحسن وعدم الرجوع إلى المخدرات.
وقد استفاد من هذا البرنامج مجموعة كبيرة من المدمنين، وتحسنت حالهم وهم يراجعون مستشفى الأمل بشكل مستمر بفضل من الله ثم بدعم وتوجيه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبد العزيز الرئيس العام لرعاية الشباب ورئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات.
وتقوم الآن مستشفيات الأمل (أقسام الرعاية اللاحقة) بإعداد كتيب عن أعداد المتعافين والخبرات والتجارب التي مروا بها خلال البرنامج ليكون رصيداً علاجياً مستقبلاً، إضافة إلى الكتب الأخرى المترجمة، وهذا العمل يحتاج إلى الدعم المعنوي والمادي من الجهات ذات العلاقة بمكافحة المخدرات وعلاج المدمنين.
طبيعة البرنامج
يمثل برنامج الدعم الذاتي للمدمنين جزءاً مهماً من وسائل علاج الإدمان والقائمة على دعم المدمنين بعضهم بعضاً من خلال خبراتهم ومعاناتهم مع الإدمان والعزم على تجنب المخدرات، وهو أيضاً جزء مهم من برنامج الرعاية اللاحقة في علاج الإدمان ..
فمدمن المخدرات يمر بمرحلة سحب السموم من الجسم سواء في المستشفى أو العيادات الخارجية، ثم يبدأ التأهيل العلاجي كي يستمر في التعافي من الإدمان وهو أحد برامج التأهيل، وهو برنامج الدعم الذاتي للمدمنين، حيث يلتحق المدمن بإحدى المجموعات العلاجية ليبدأ في تطبيق الخطوات الاثنتي عشرة من خلال الاجتماعات والالتزام بتقاليد البرنامج الاثني عشر ...
أنواع الاجتماعات
اجتماع مفتوح
ويحضره أي شخص سواء أكان مدمناً أم لا حتى أفراد الأسرة والأصدقاء.
اجتماع مقيد
ويحضره فقط أعضاء برنامج الدعم الذاتي.
طبيعة الاجتماعات
اجتماع مناقشة
يشارك الأعضاء مناقشة موضوع مختار من الأعضاء أو أحدهم يتعلق بالتعافي من المخدرات.
اجتماع حديث
يطلب من أحد الأعضاء الحديث عن خبراته وآماله من خلال قصته مع الإدمان والمشكلات التي عرضت له، وأسباب التعاطي، ويمكن أن يشارك بعض الأعضاء في وقت قصير ممن لديهم خبرات متشابهة.
اجتماع قراءة
ويشمل القراءة من أي كتاب علاجي معتمد خاص بالبرنامج، يتحدث عن كيفية الإقلاع وشحذ الهمم في مواصلة التعافي والسيطرة على المخدرات والبعد عنها، ويتم قراءة جزء منه ومناقشته مع الأعضاء.
اجتماع دراسة الخطوات الاثنتي عشرة
لقراءة وتدريس خطوة أو أكثر من الخطوات الاثنتي عشرة الخاصة بالبرنامج لفهمها والسعي لتطبيقها.
اجتماع الأعضاء الجدد
وهم الذين خرجوا من المستشفى حديثاً، أو تم تحويلهم للالتحاق بالبرنامج، حيث يتم شرح البرنامج لهم وتوجيههم للانضمام إلى عضويته، ويناقش في الاجتماع الخطوات الثلاث الأولى، كما يتكلم الأعضاء عن شعورهم في بداية انضمامهم إلى برنامج الدعم الذاتي.
في النهاية يحث المدير الحضور على الحرص على الاجتماع والالتزام به وإدراك أهميته وفعاليته في العلاج والتعافي، ثم يقرأ كفارة المجلس، ويتبعه في ذلك بقية الأعضاء.
ويقوم برنامج الدعم الذاتي للمدمنين على اتباع خطوات معينة تشكل المبادئ التي يتم خلالها التعافي والشفاء وهي:
-
اعترافنا أننا فقدنا الإرادة أمام إدماننا وفقدنا السيطرة على حياتنا.
-
آمنا بأن الله سبحانه هو القادر على أن يعيدنا لصوابنا.
-
قررنا أن نوكل أمور حياتنا لله وحده جل شأنه.
-
قمنا بجرأة وصدق بالتأمل والتقصي لكل سلوكنا وأخلاقنا وتدوين ذلك.
-
اعترفنا لله تعالى وأقررنا لأنفسنا ولشخص نثق به بحقيقة أخطائنا.
-
نحن موقنون بأن الله سيخلصنا من كل عيوبنا الشخصية.
-
تضرعنا إلى الله بخشوع ليخلصنا من عيوبنا.
-
وضعنا قائمة بأسماء كل الأشخاص الذين أسأنا لهم، وعقدنا العزم على رد الحق لهم جميعاً.
-
قمنا برد حقوق هؤلاء الأشخاص مباشرة ما استطعنا إلا إذا كان ذلك سوف يضر بهم أو بالآخرين.
-
واصلنا عملية التقصي والمحاسبة الأخلاقية لأنفسنا واعترفنا بأخطائنا أولاً فأول.
-
سعينا من خلال الدعاء والتدبر والعبادة إلى تقوية صلتنا بالله عز وجل، سائلين إياه أن يلطف بنا وأن يعطينا القوة على تنفيذ ما نريد فيما يرضيه.
-
نتيجة لتحقيق صحوة إيمانية لدينا باتباع هذه الخطوات، حاولنا نقل هذه الرسالة للمدمنين وممارسة هذه المبادئ في جميع أمورنا.