نوّه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن نواف بن عبدالعزيز أمير منطقة الجوف, باهتمام ودعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله – للإبداع والابتكار، ودعم المواهب في مختلف المجالات تماشيًا مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.
وأشاد سموه بحرص وطموح الشباب السعودي على العلم والمعرفة والتطور والابتكار، لافتًا النظر إلى براءات الاختراع والأبحاث العلمية التي تتوالى يومًا بعد يوم لتسجل جامعات المملكة تقدمًا بين جامعات العالم، وأنّ براءات الاختراع والإنجازات العلمية تأتي بتوفيق الله- عزّ وجلّ- ثم دعم القيادة الحكيمة، إلى جانب جدّ واجتهاد ومثابرة وشغف أبناء وبنات وطننا الغالي.
جاء ذلك خلال رعاية سموه "ملتقى الجوف تبتكر لصناعة وطنية" الذي أقامته جامعة الجوف، وافتتاح سموه فعاليات الملتقى، بحضور معالي وزير التعليم الأستاذ يوسف بن عبدالله البنيان.
وفور وصول سمو أمير منطقة الجوف لمقرّ الحفل افتتح المعرض المصاحب لفعاليات الملتقى الذي سلّط الضوء على الابتكارات والأبحاث العلمية في مجموعة متنوعة من المجالات، ويهدف إلى تعزيز التعاون بين الباحثين والمبتكرين، وقد احتوى المعرض على ركن لكرسي الأمير نواف بن عبدالعزيز -رحمه الله- للتنمية المستدامة، بالإضافة إلى ركن مخصص للهاكثون الصحي الرقمي للمرأة، وركن آخر يسلط الضوء على الدراسات العلمية الموجهة لمنطقة الجوف، إلى جانب ركن يبرز أهمية الشراكات مع القطاع الصناعي.
كما يضمّ المعرض ركنًا خاصًا برؤية المملكة 2030، الذي يعرض بالتفصيل إسهامات الجامعة في تحقيق أهداف الرؤية، بالإضافة إلى مجموعة من الملصقات البحثية والنماذج الأولية المبتكرة التي أنجزها الباحثون.
بعد ذلك بدأت أعمال الملتقى، بتلاوة آيات من القرآن الكريم، بعدها شاهد سموه والحضور فيلمًا عن جامعة الجوف.
وألقى رئيسُ جامعة الجوف الأستاذ الدكتور محمد بن عبدالله الشايع، كلمةً رحّب فيها بسمو أمير منطقة الجوف، مقدّمًا لسموه الشكر على رعايته للملتقى ومتابعته المستمرة لبرامجَ وأنشطة الجامعة، ولمعالي وزير التعليم على دعمه المستمر، ومتابعَته الدقيقة في كلِ ما يسهم في تطويِر التعليم الجامعي وتميزه العالمي.
وأكّد على أنَّ قطاعَ التعليمِ حقق قفزات متميزة وتطورًا كبيرًا بفضل العديد من المبادرات والإصلاحات التي أطلقتها المملكة في إطار رؤيتها 2030 من تطوير للمناهج التعليمية وتحوّل رقمي وإطلاقِ مراكز بحثية متقدمة واستثمار في التعليم الفني والتقني وتدشين برامج للابتكار وريادة الأعمال، هذا التطور الكبير عكس التزام المملكة بتعزيز جودة التعليم وتحقيق تنمية شاملة في هذا القطاع بهدفِ بناءِ جيلٍ جديدٍ، مؤهّلٍ قادرٍ على مواجهةِ التحدياتْ وتحقيقِ تنمية مستدامة تقود البلاد إلى مستقبل اقتصادي مشرق.
وأشار إلى أن (ملتقى الجوف تبتكر لصناعة وطنية) يعزز جهود البحث والابتكارِ في الجامعات ودعمَ الصناعاتِ الوطنيةِ عبر تحفيزِ الأبحاثِ وإنتاج المعرفةِ والتنميةِ الاقتصاديةِ بمشاركة القطاعِ الخاصِ محفزةً فرص التعاون بالبحثِ العلمي والتطويرِ والابتكارِ بين الجامعةِ والجهاتِ من القطاعين العامِ والخاصِ من خلال توقيعِ عدةِ اتفاقيات وشراكات تهدف إلى تحديدِ التحديات التي تواجه التصنيعَ وحلولها.
بعدها دشّن أميرُ منطقة الجوف عددًا من المبادرات تمثّلت في: مبادرة جامعة الجوف للشراكة البحثية مع القطاع الصناعي، وتأتي هذه المبادرة انطلاقًا من حرص الجامعة على ضرورة التعاون والتكامل بين القطاعين الأكاديمي والصناعي، ومبادرة "رؤى بحثية مستدامة: لمجتمع مزدهر في منطقة الجوف" وتهدف إلى تحفيز الباحثين بالجامعة على المشاركة في البحوث التي تخدم مجتمع الجوف، وتعزز التنمية المستدامة. ودعم البحوث التنموية التي تتناول التحديات البيئية والاقتصادية والاجتماعية في منطقة الجوف.
ثم حضر سمو الأميرُ فيصل بن نواف توقيع مذكرة تفاهم بين الجامعة ممثلة بكرسي الأمير نواف بن عبد العزيز للتنمية المستدامة، ومركز سيفال السعودية، ومذكرة تفاهم بين الجامعة وهيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار، ومذكرة تفاهم بين الجامعة ووزارة الصناعة والثروة المعدنية، ومذكرة تفاهم بين الجامعة وشركة وهج الشمال للطاقة، واتفاقية تعاون بين الجامعة وبنك البلاد.
وفي نهاية الحفل كرّم سموه المشاركين في المؤتمر والرعاة.
ويهدف هذا الملتقى لتعزيز مفهوم البحث العلمي والابتكار، ومناقشة الاتجاهات الحديثة في هذا المجال ودورها في حل المشاكل المعاصرة، بالإضافة إلى دراسة التحديات التي تواجه البحث العلمي والحلول الممكنة للتغلب عليها.
ويتضمن الملتقى جلسات علمية وورش تدريبية يقدمها نخبة من الباحثين والمتخصصين من داخل الجامعة وخارجها، مما يسهم في تطوير الدراسات في مجال التنمية المستدامة، ويدعم تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030.
كما يتناول الملتقى عدة محاور منها: دور البحث العلمي والابتكار في التنمية المستدامة، والأبحاث في المجالات الصحية والهندسية، وكذلك الفرص والتحديات في البحوث الإنسانية والاجتماعية، وتشمل الفعاليات أيضًا هاكثون خاص بالصحة الرقمية للمرأة، مما يعزز مفهوم الابتكار ويسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.