افتتح صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، اليوم، فعاليات منتدى (المرأة الاقتصادي2024م) الذي تُنظَّمه غرفة الشرقية ممثلةً في مركز تمكين المرأة في نسخته الثامنة، وسط مشاركة واسعة من المتخصصين والمتخصصات والمسؤولات والأكاديميات والمهتمين والمهتمات بالشأن الاقتصادي بوجه عام وقطاع الأعمال النسائي بوجه خاص، وذلك بمقر الغرفة بالدمام.
وأشاد سموه في كلمة له بما تقدمه القيادة الرشيدة من تمكين للمرأة في جميع المجالات، من خلال البرامج الاقتصادية التي تقدم في مجالات مختلفة لتسهم في الناتج المحلي.
ثم كرم سموه، الرعاة والداعمين للمنتدى، وتجول في أرجاء المعرض المصاحب، مستمعًا لشرح من رئيس الغرفة بدر الرزيزاء، عن أهداف المنتدى وأبرز الخدمات والأعمال التي تقدمها الغرفة في سبيل تمكين المرأة السعودية.
وكان الملتقى، قد شهد عقد أربع جلسات تناولت تطورات المرأة السعودية في ظل الرؤية بقراءة دورها الفاعل والمؤثر في تحقيق مستهدفاتها، والفرص والممكنات المتاحة للمرأة في منظومة ريادة الأعمال وسُبل تعزيز أدوارها فيها وما يمكن أن تؤديه لضمان استدامة شركاتهن، ودورها المحوري في التنمية الاقتصادية بكافة قطاعاتها المختلفة، إضافةً إلى التدريب وأهميته في تأهيلها للقيادة الناجحة.
واستضاف المنتدى خلال جلسته الافتتاحية معالي نائب وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية للعمل الدكتور عبدالله بن ناصر أبو ثنين، الذي أكد في كلمته، أن الوزارة حققت إنجازات متعددة من خلال تنفيذ مبادرات ومشاريع تطويرية طموحة وفق رؤية المملكة 2030، وقد أسفرت هذه الجهود التكاملية عن نتائج إيجابية ملموسة على الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية، مما ساعد في تعزيز رأس المال البشري ورفع مكانة المملكة التنافسية عالميًا.
وأشار إلى أن إستراتيجية سوق العمل وضعت خارطة طريق واضحة لإجراء إصلاحات جذرية في سوق العمل، سواء في القطاع العام أو الخاص، مؤكدًا أن هذه الإستراتيجية تُعنى بتعزيز المشاركة الاقتصادية للمواطنين والمواطنات، ورفع مستوى مهارات الكوادر الوطنية، وزيادة الإنتاجية، وتحسين كفاءة سوق العمل، إضافةً إلى خفض معدلات البطالة.
وفي حديثه عن مستهدفات الوزارة، لفت معاليه إلى انخفاض معدل البطالة الإجمالي إلى أدنى نسبة تاريخية بلغت 3.3%، مما جعل المملكة تحتل المرتبة الخامسة بين دول مجموعة العشرين من حيث انخفاض معدل البطالة، مبينًا أن معدل البطالة بين السعوديين قد انخفض إلى 7.1% بنهاية الربع الثاني من عام 2024م، مع تسجيل 4% بين الذكور و 12.8% بين الإناث، فيما بلغ عدد السعوديين العاملين في القطاع الخاص رقمًا قياسيًا بحلول نهاية أكتوبر لعام 2024م، ليصل إلى 2.4 مليون سعودي وسعودية.
وأوضح الدكتور أبو ثنين، أن نسبة مشاركة القطاع الخاص في توظيف السعوديين ارتفعت إلى 52.8%، مما يعكس نجاح المبادرات والسياسات الحكومية في تعزيز توظيف السعوديين، ويؤكد متانة الاقتصاد السعودي ونموه المتسارع، مبينًا أن جهود الوزارة قد تركزت على مبادرات نوعية تهدف إلى رفع مستوى المهارات والتدريب للمواطنين والمواطنات في جميع أنحاء المملكة، كان من أبرزها إطلاق الحملة الوطنية للتدريب (وعد)، التي تستهدف توفير مليون ومائة وخمس وخمسين ألف فرصة تدريبية خلال ٣ سنوات حتى 2025م، وقد تم تحقيق هذا المستهدف بنهاية الربع الثاني لعام 2024م.
وفيما يتعلق بتمكين المرأة وزيادة مشاركتها الاقتصادية، أكد معاليه أن المملكة حققت قفزات نوعية في هذا المجال، حيث تضاعف معدل المشاركة الاقتصادية للإناث السعوديات ليصل إلى 35.4% في الربع الثاني من عام 2024م، مقارنة بـ 17% في عام 2017م، لافتًا إلى أن المرأة السعودية قد أثبتت قدرتها وكفاءتها في سوق العمل، حيث بلغت نسبة النساء في المناصب الإدارية المتوسطة والعليا 43.02% خلال الربع الثاني لعام 2024م،
وتطرق إلى مجموعة من المبادرات التي أطلقتها الوزارة لدعم مشاركة المرأة في سوق العمل، مثل برنامج التدريب القيادي بالتعاون مع جامعة إنسياد، الذي ساعد في تأهيل 1700 امرأة سعودية قيادية، وبرنامج التدريب الموازي الذي دعم أكثر من 122 ألف سعودية في تطوير مهاراتهن الفنية والشخصية؛ فيما يواصل صندوق تنمية الموارد البشرية تطبيق برنامج "وصول" الذي يوفر تغطية جزئية لتكاليف المواصلات للنساء العاملات، وبرنامج "قرة" الذي يسهم في تمكين المرأة العاملة من الالتحاق بسوق العمل والاستمرار فيه عبر تقديم دعم مالي لخدمات رعاية الأطفال.
وأوضح الدكتور أبو ثنين، في ختام كلمته، أن الوزارة تعمل حاليًا على إطلاق مبادرات جديدة ضمن برنامج التحول الوطني، تشمل مبادرة تنمية مهارات وزيادة فرص العمل للمرأة في مجالات العمل الحر والمرن، ومبادرة تطوير منظومة رعاية الأطفال لدعم المرأة العاملة، وذلك في إطار التزام المملكة التام بتمكين المرأة وتحقيق التوازن بين العمل والأسرة، لتعزز دورها كشريك فعّال في التنمية الوطنية في جميع المجالات.
من جانبه، ثمن رئيس مجلس إدارة غرفة الشرقية بدر الرزيزاء، رعاية وتشريف سمو أمير المنطقة الشرقية للمنتدى، التي تُسهم في دعم أنشطة ومبادرات الغرفة ويكسبها الزخم المطلوب لمواصلة جهودها في تنظيم المنتديات والملتقيات، فيما يمنح المنتدى قيمة تُضاف إلى قيمته وأهميته في تمكين المرأة السعودية، لافتًا إلى أن المنتدى يوفر بيئة فعَّالة للتواصل، تدعم استكشاف الفرص، وترصد الآراء والأفكار والمرئيات اللازمة لزيادة مشاركة المرأة فيما تشهده البلاد والمنطقة من تطور ونمو متصاعد.
وأشار الرزيزاء، إلى أن المنتدى يسعى إلى تدعيم مشاركة المرأة في الاقتصاد الوطني ومراجعة مدى قدرتها على التأثير فيه، وفرصة للتعرف على الدور المحوري للمرأة فيما تحياه البلاد من تنمية اقتصادية شاملة، واستشرافًا لمستقبلها في تعزيز التنمية المستدامة، وتدعيمًا لدورها في القيادة الاقتصادية، ضمن دعم الغرفة لمسيرة المرأة في مختلف المجالات وعلى مختلف الأصعدة؛ من خلال طرحها للمبادرات والبرامج، وحرصها على تنويع أدواتها في التوعية والتأهيل والتدريب بما يتناسب واحتياجات الاقتصاد الوطني، إضافةً إلى تنظيم هذا المنتدى للمرة الثامنة.
ويواصل المنتدى أعماله غدًا بتنظيم أربع ورش عمل ، تتناول الورشة الأولى منظومة وادي الظهران للتقنية ودعم ريادة الاعمال، فيما تستعرض الثانية ريادة الاعمال السياحي، وتبحث ورشة العمل الثالثة أهمية التنوع والشمولية في بيئة العمل، وتتحدث الورشة الرابعة عن القيادة الإبداعية – مفتاح النجاح في عالم الأعمال المتغير.